السبت، نوفمبر 19، 2011

كيف يهدد موقع الفيسبوك أمن الشعوب والأمم؟



على ما اعتقد أن عنوان هذا المقال الذي أود كتابته هو عنوان يتكون من ثلاث عبارات كلا منها تحمل معاني واسعة ومفاهيم   عميقة والتي تتمثل في العبارة الأولى التي تطرح التساؤل في كيفية التهديد الذي قد ينجم نتيجة لإستخدام هذه الشبكة التي تصفها العبارة الثانية بتسميتها وهي موقع الفيسبوك وما يمثله هذا الموقع بالنسبة لأكثر من 800 مليون شخص من مختلف جنسيات العالم الذين تصفهم العبارة الثالثة بأنهم قد يكونوا هم السبب في التهديد الذي قد يقع على أممهم بسبب ما قدموه من معلومات قيمة لهذه الشبكة بدون قصد منهم ودون اعارة ادنى اهمية أو مسؤولية اتجاه هذه المعلومات التي يرون بانها بسيطة.

اذن من خلال شرح وتبسيط عنوان المقال فهمنا الفكرة التي نود تقديمها أو طرحها والتي تتمثل في خطر استغلال المعلومات   التي يراها معظم المستخدمين او المشتركين بموقع الفيس بوك معلومات بسيطة ولا اهمية لها والتي هي في الحقيقة معلومات قيمة وذات اهمية كبيرة وخطيرة جدا في نفس الوقت على أمن واستقرار الشعوب.


لو تأملنا قليلا في نوع وحجم المعلومات التي يطلب منا تقديمها خلال عملية انشاء حساب خاص على موقع الفيس بوك واثناء تكوين الملف الشخصي  أو ما يسمى بالبروفيل والذي يتكون من :


   اولا تقديم الإسم واللقب أي الإسم الأول والإسم الثاني ولاحظ بأنه يطلب منك تقديم اسمك الحقيقي بالرغم من أنه لا يمكن ضمان ذالك لأن معظم المستخدمين يستخدمون أسماء غير حقيقية ،لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد عددا من الأشخاص الأخرين  من يقدمون أسمائهم الحقيقية.

  ثانيا تقديم معلومة المستوى الدراسي هل هو مستوى المرحلة الإبتدائية أم الثانوية أم التعليم العالي وهذا أمر في غاية الأهمية فيمكن من خلاله تحديد نسبة الأمية ونسبة الطبقة المثقفة بدولة ما .

  ثالثا تقديم معلومة السن وهي كذالك معلومة جيدة وخطيرة تسمح بتحديد نسبة الشباب ونسبة الكهول ونسبة الشيخوخة ببلد ما





بالإضافة الى :

  . تحديد نوع الجنس ذكر أم أنثى وهذا يمكن من خلال معرفة نسبة الرجال والنساء .

 . تحديد الديانة وهي كذالك معلومات مفيدة حول مدى انتشار دين معين بدولة ما

  . تحديد اللغة لمعرفة لغة تخاطب شعب معين ومدى انتشار اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية وكذالك مدى تمسك الشعوب بلغاتها وثقافاتها او تخليها عنها.

 . تحديد الهوايات والميولات الشخصية  كالرياضة والتلفزيون والموسيقى ونوع الكتب وغيرها من الهوايات وهذا لمعرفة ثقافة واهتمامات أفراد مجتمعات معينة بحيث يمكن استغلال مثل هذه المعلومات ثقافيا وحتى اقتصاديا.

واخيرا الأمر الأكثر أهمية والأخطر من كل ما ذكرناه هو الفكرة الأساسية والحجر الأساس الذي أنشئت من أجله الشبكات الإجتماعية وعلى رأسها موقع الفيس بوك ألا وهي فكرة الجدار .



ما هو الجدار ولماذا أنشىء الجدار؟ الجدار هو مربع المشاركة الذي يظهر على الصفحة الرئيسية لموقع الفيس بوك وهوالذي يطلب منك دائما كتابة او ادراج  ما تفكر به الأن! في هذه  اللحظة بالضبط! أكتب اخر الأخبار! كلها عبارات تجعل من الشخص يباشر بادراج كل ما يجوب بداخله من فكرة ما مهما كانت هذه الفكرة جميلة ام سيئة خبيثة أم طيبة مفرحة أم مئلمة خير أم شر مستخدما في ذالك وسيلة للتعبيرعن هذه الفكرة تتمثل في كتابة كلمات أو عبارات معينة أو صورة أو مقطع فيديو ومشاركتها مع الأخرين ،وميزة المشاركة هي ميزة طبيعية عند الإنسان فمن طبعه أن يشعر بالإرتياح في مشاركة كل ما يشعر به مع الأخرين سواء كان ما يشعر به مفرح أم مئلم.

بعد معرفتنا لكل هذا اذن فما هو الخطر الذي بالغنا في التحذير منه؟ للأسف الخطر كبير وكبير جدا وهو معرفة ودراسة شخصيات الأفراد المستخدمين لموقع الفيسبوك من مشاركاتهم على الجدار ،نعم حقيقة  يمكن معرفة شخصية الفرد من خلال كتابة مايشعر به وما يحس به ونظرته للأشياء وتحليله لها وتعامله معها وردة فعله والتعبير عن فرحه أو غضبه ومعرفة ميولاته وهواياته .
فيمكن اذن معرفة شخصيات وميولات وثقافات شعوب بأكملها ودراستها وتحليلها تحليلا علميا اجتماعيا واستغلاله في الكثير من الأمور.

اذن فمن الواجب علينا أن نكون على علم ودراية كاملة بالنتائج الوخيمة التي لا يراها عامة الناس من خلال تقديم معلومات نعتقد بأنها معلومات بسيطة لا تسمن ولاتغني من جوع وفي الحقيقة هي معلومات خطيرة ولها عواقب وخيمة وتهديدات كبيرة تهدد أمن واستقرار شعوب وأمم بأكملها.

هناك تعليق واحد: