ان سرعة وسهولة الإتصال والتواصل اليوم بين مختلف شعوب العالم على اختلاف دياناتهم وثقفاتهم هي وسيلة حتمية تفرض على كل مسلم غيور على دينه ويشعرويعتز بانتماءه الى هذه الأمة أن يكون داعيا الى الخير والى مبادىء وأخلاق هذا الدين الحنيف الذي ارتضاه الله جل وعلا أن يكون هو الدستور الأسمى والقانون الأعلى الذي يجب أن تسير وتنظم به شؤون وأحوال الناس على وجه هذه المعمورة التي طغى عليها الظلم وساد الفساد بقوانين سنها وأقرها العباد, فحادت البشرية وخرجت عن صراط ربها المستقيم ومنهجه الحكيم ودينه القويم .
فلذا وجب علينا كمسلمين نؤمن ونصدق ونعتقد باعتقاد هذا الدين الذي أقر أن الله هو الخالق والمشرع الحكيم وأن القرآن هو كلامه ومنهجه المبين وأن نبيه هو محمد الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم أن نكون دعاة لنشر وتعليم تعاليم الإسلام بكل مانملكه من امكانيات وقدرات فكرية ومادية ومعرفية من شأنها أن تسهب ولو بقدر بسيط في اثراء وتقوية أساليب الدعوة الى اعتناق الإسلام والإلتزام بما جاء به من أخلاق حميدة وقيم مثلى ومبادئ سامية من شأنها أن تسمو وتعلوا بالنفس البشرية الى الإستقامة في تعاملاتها وتصرفاتها وسلوكياتها وتعميرالأرض بالشكل والمنهج الصحيح الذي أراده الله سبحانه وتعالى وأمر به عباده المؤمنين وتحقيق الخلافة والعبودية التي نتهجها الرسل والأنبياء .
نشر الإسلام من التجارة الى الأنترنت :
لقد تعددت وتطورت طرق وأساليب نشر الإسلام وتوسعه عبر أرجاء المعمورة منذ القدم بتعدد وتطور وسائل الإتصال والتواصل بين الناس, حيث استغلها المسلمين في نشر تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والتعريف بالثقافة العربية والإسلامية ولعل أبرز هذه الطرق المتاحة ذالك الوقت والتي اثبتت نجاعتها انذاك هي التجارة ,حيث عمد التجارالمسلمين الى التوسع عبر مختلف مناطق العالم خاصة بافريقيا و آسيا والتوغل بداخلها والإحتكاك بأهلها ونشر وتعليم مبادئ الدين الإسلامي بأخلاقهم الحميدة وطبائعهم السمحة وتعاملاتهم التجارية التي اتسمت بالصدق والأمانة والرحمة والشفقة التي أصبحت صفات وسمات تميز التجار المسلمين عن غيرهم في وسط شعوب وسكان هذه المناطق الذين رسمت في أذهانهم صورة طيبة عن الإسلام والمسلمين فسهل عليهم اعتناقه وشهدت هذه الفترة توسعا كبيرا للدولة الإسلامية الموحدة أنذاك .
وقد مرت القرون والسنين عن هذه الوسائل البدائية التي لايجب أن تقارن بوسائل الإتصال الحديثة , الفائقة الخيال والتصور الا أن حال المسلم اليوم غير الحال الذي كان عليه المسلمين أنذاك في همتهم وعزيمتهم وحبهم لدينهم وأمتهم ,فالبرغم من التطور الهائل لوسائل الإتصال وسهولة التواصل والتخاطب بين مختلف المجتمعات الا أن دور الفرد العربي والمسلم بصفة عامة اليوم هو دور للأسف الشديد سلبي تماما وعوضا أن يكون مؤثرا ومبدعا أصبح مستهلكا مقبلا على ثقافات لاتمد للإسلام ولا للعروبة بصلة بتاتا,وعوضا ان يكون الفرد العربي المسلم متمسكا معتزا بثقافته العربية الإسلامية أصبح يقلد التقليد الأعمى ويعتز ويفتخر بثقافة غيره ,فيا شباب الإسلام أين هو الإسلام ؟ اسلام أبو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب رضي االله عنهم وارضاهم وياشباب العروبة أين هي العروبة ؟ عروبة صلاح الدين رحمه الله.
كيف نستغل ونسخر شبكة الأنترنت في نشر الثقافة الإسلامية العربية :
ان تأدية هذا الدور واجب وشرف لكل عربي ومسلم يشعر بانتمائه حق الإنتماء الى هذه الأمة ,حتى نساهم ولو بقدر بسيط في نشر ديننا الحنيف ,وهو أمر في متناولنا جميعا وخاصة الطبقات المثقفة منا التي تتميز بقدرة على التخاطب والتحاور والتأثير.
فشبكة الأنترنت هي المكان الأنسب والفضاء الأوسع الذي يجمع الملايين من شعوب العالم باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم والمسرح الذي تعرض فيه افكارهم وتوجهاتهم ,خاصة تلك المواقع والشبكات الإجتماعية التي تضم الملايين .
استغلال الشبكات الإجتماعية:
نشر الإسلام من خلال المواقع والشبكات الإجتماعية حيث يمكنك اكتساب أصدقاء ودعوتهم بطرق ذكية وصادقة وأن تبتغي بذالك وجه الله ,صحيح هو أمر ليس بالسهل ولا اليسير لكن عليك أن تبذل قصارى جهدك وأن تكون مثلا وقدوة حسنة في تعاملك , كما يمكنك دعوتهم الى بلدك واستضافتهم ان أمكن ذالك وهي حالات كثير مانسمع عن نجاحه ونجاعتها .
التدوين :
ان التدوين اليوم أصبح وسيلة في يد كل من يريد أن يكتب أو يعبر عن رأي أو يروج لفكرة أو عمل ما اذ أنه الوسيلة الأسرع والأمثل لنشر المعلومة والأقرب لتلقيها والحصول عليها دون عناء ,فلا تجعل دورك يقتصر في شبكة الأنترنت على استهلاك ما أنتجه وعمله غيرك فكن مبدعا ومنتجا وساهم بأفكارك في مختلف الميادين والمجالات والعلوم لدعم الكتابة والتدوين باللغة العربية والمساهمة في تطويرها بكل ما تعرفه أو تتقنه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق