الخميس، مارس 24، 2011

عزوف الشباب العربي عن الكتابة



ان من بين العوائق والصعوبات التي يتلقاها المدون العربي هي عدم القدرة على الكتابة أو بعبارة أخرى انعدام الشجاعة والجرأة في كتابة ماتحتويه العقول العربية من ثراء فكري ولغوي، وكم معرفي هائل في شتى العلوم الحديثة، وهذا بالرغم من مما وصل اليه الشباب العربي من مستوى ثقافي ورصيد علمي يضاهي مستوى شباب الشعوب الأخرى، وبالرغم من اتساع وانتشار الشعوب المتحدثة باللغة العربية من المحيط الأطلسي غربا الى الخليج العربي شرقا.
الا أن المحتوى العربي يعاني من نقص فادح على شبكة الأنترنت، خاصة اذا تعلق الأمر بالعلوم التقنية الحديثة وهذا راجع بدون شك الى عزوف المستخم العربي عن الكتابة واثراء الشبكة العنكبوتية بالمحتوى العربي المفيد، واكتفائه بما ينتجه ويكتبه الغير، حتى وان تعلق الأمربالإنتاج الفكري.
فميزة الإستهلاك التي أصبحت تميز الفرد العربي لم تقتصر على استهلاك المنتجات المادية فحسب، بل تعداه ليشمل الإنتاج الفكري والإبداع الفني.

ومن هذا المنطلق أردت التحدث عن بعض الطرق والأساليب، التي من شأنها أن تساهم ولوبقسط بسيط في مساعدة المدون العربي في الخروج من عقدة استصغار واحتقار ما يملكه من قوى عقلية وروح ابداعية وامكانيات معرفية قادرة على اثراء وغزو الشبكة العنكبوتية بمحتوى عربي مفيد في شتى مجالات العلوم الحديثة تضاهي وتنافس محتوى اللغات الأجنبية الأخرى.

*الشجاعة :
عن أي شجاعة نتحدث وما علاقة الشجاعة بالكتابة والتدوين، نعم فالشجاعة تكمن في في أن تبدأ التدوين والكتابة وأن لاتتردد في كتابة ماتريد، فالكثير منا يخشى أن يكتب ضنا منه أن كتابته لاترقى الى مستوى كتابة الكتاب الكبار والمحترفين وأنها لن تلقى استحسانا من طرف القراء والزوار، بالطبع فأنت لست بصدد كتابة مقالات أدبية أو تأليف كتب فقهية أو كتابة قصص وروايات مسرحية، فكتابتك تقتصر على ايصال فكرة معينة، أو تقديم شروحات تقنية، أو مفاهيم علمية، بحيث أنها لاتتطلب أن تكون على دراية كاملة بخبايا اللغة العربية وأدابها، يكفي أن تكون قاردا على تركيب جمل مفيدة وفقرات متسلسلة في وصف الأشياء والتعبير عنها بشكل بسيط ومختصر ولغة مفهومة للجميع.

واعلم بأنه لديك رصيد لغوي هام، فقط تنقصك الشجاعة والمبادرة وأصعب الأمور بدايتها فلا تتوقع ان تكون بدايتك في عالم التدوين ناجحة من الوهلة الأولى، فالبداية تمنحك التجربة والتجربة تعطيك الخبرة والإحترافية وكما يقول المثل الصيني القديم -مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة- فاذا أردت النجاح بأن تصبح محترف الكتابة والتدوين فابدأ بالخطوة الأولى وهي كتابة أول مقال.

*كثرة القراءة :
كثرة القراءة والإطلاع هي من بين الأمور التي تجعلك قادرا على الكتابة بدون ملل ولا كلل، فكلما كنت كثير القراءة والإطلاع على مختلف المواقع ذات المحتوى العربي والأجنبي كلما زادتك مهارتك وتوسعت ثقافتك وأصبحت ذو خيال واسع، قادرا على الكتابة والتدوين دون عناء.

*ترجمة الأفكار :
كلنا على دراية تامة أن ماتحتويه المواقع العربية لايمثل الا نسبة ضئيلة مقارنة بما تحتويه الموقع الأجنبية، خاصة ذات المحتوى الإنجليزي والفرنسي.
والمقصود هنا بالترجمة هو لسيت تلك الترجمة الألية للنصوص والمواضيع الأجنبية الى اللغة العربية، وانما المقصود بها هو ترجمة الأفكار واعادة صياغتها بمفاهيم وأساليب جديدة.
المطلوب من المدون العربي عندما يقوم بقراءة موضوع بلغة أجنبية يتحدث عن فكرة ما، أو يقوم بشرح أمور تقنية أو علمية، هو فهم النقاط الأساسية ثم اعادة كتابة وتدوين هذه الأفكار والمفاهيم بلغته العربية وأسلوبه ومنهجيته الخاصة.

*تحديد الهدف :
ان تحديد الهدف يعتبر حافزا من الحوافز التي تجعل من المدون يرفع من وتيرة عمله وتطوير وتحسين نشاطه، وذالك أن تحديد الهدف يجعل الفرد يسير بخطى ثابتة متضحة المعالم مدركا لما يقوم به، ولما سيحققه من وراء ذالك، فهو يريد دائما الوصول الى تحقيق نتيجة او هدف ما، فلا يعقل أن يكون هناك مدون أو كاتب بدون هدف أو غاية يرجوها مقابل مايبذله من جهد ووقت.

هي بعض النصائح العملية التي ارتأيت أنها تساهم في تحفيز المدون العربي المبتدئ مثلي، على بذل المزيد من الجهد والإجتهاد في تنمية قدراته، وتطوير مواهبه وابداعاته وتفجير طاقاته، لإثراء المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية في مختلف التقنيات والعلوم الحديثة
طالبا من قراء هذا الموضوع ابداء أرائهم واضافة تعليقاتهم، واثراء الموضوع بمالديهم من أراء وأفكار وانتقادات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق